كثيرا
ما يتوارد إلى ذهني بعض الأسئلة الغبية وأحيانا على غبائها لا استطيع أن أجد لها
جوابا مقنعا أو شافيا.

فمثلا
لماذا خلق الله لنا الرأس ووضع فيه هذا المزيج المعقد من الدماغ وتفصيصاته
وتوصيلاته التي حيرت العلماء !!


ربما
يكون الجواب هو لكي يملأ
الفراغ ما بين الكتفين على اعتبار انها مساحة طويلة!! ربما ليس من المناسب تركها
فارغة ، وعلى اعتبار أن الله قد خلق الإنسان في أحسن تقويم!! وبالتالي كان لابد من
وضع تلك الكرة بين الكتفين حتى يصبح المنظر متناسقا…

أو
ربما كما يقول احمد مطر في قصيدته المعروفة " خلقت لنا هذي الرؤوس لكي نرص
بها العقال" على اعتبار ان العقال لن يجد له قاعدة مناسبة لولا وجود هذا
الكرة المدورة التي خلقها الله لكي تكون مسندا وأرضية للعقال !!!

تأتي الدُّروسُ

فلا نُحِـسُّ بما تَحـوسْ

وتَروحُ عنّـا والنُّفوسُ هيَ النّفوسْ !

فَلِـمَ الرؤوسُ ؟

- لِمَ الرؤوس ؟!

عوفيتَ .. هلْ هذا سـؤالْ ؟!

خُلِقـتْ لنـا هـذي الرؤوس

لكـي نَرُصَّ بها العِقـالْ !

رؤووووووووووووووووووووووووووووس  ولماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ Ikal



لكن
الذي لا يخطر بذهني هو أن الله قد خلق لنا هذا الرأس ووضع لنا به عقلا لكي نفكر به
ولكي نستعمله في نظرتنا وتحليلنا للأمور حتى نفهمها وحتى نتعلم الوسيلة المثلى
للتعامل معها…..


ربما
لم يتبادر هذا الجواب إلى ذهني فورا لان الكثير من الرؤوس التي بت أراها هذه
الأيام ، ما خلقت إلا للجوابين الأولين إما للزينة!!! ولملء الفراغ بين الكتفين!!!
، أو لرص العقال الكريم… ام خلقت كما انا متأكد للتفكير أو التبصر أو
النظر في ملكوت الله!! أو التفكر في آلائه!! أو النظر ولو للحظة بالحال التي وصلت
إليها أمتنا من ضعف وخور ومهانة وتسلط القريب والبعيد وتداعيهم عليها …….


ومما
يبرر موقف احد اصحابي من أن الرأس خلق لكل شيء إلا التفكير، هو أنك تكون جالسا
في مطعم من المطاعم مع من تعرفهم، تتجاذبون
اطراف الحديث!! وعندما يحين
وقت الأكل ويأتي الطعام يأتي معه طبعا علبة المياه الغازية!!! التي ما تكون في
أغلب أحوالها كوكا كولا أو بيبسي….. وعندما ترفع صوتك بالاحتجاج أن هذه بضاعة
أمريكية ينبغي مقاطعتها ودوسها تحت الأقدام، لأنها من عند القوم الذين داسوا
كرامتننا ومرغوا أنوفنا بأحذيتهم!!! وهم الذين داسوا على كرامة الأمة في معتقلات
الخزي والعار في أبو غريب وغيرها!!! وهم الذين اغتصبوا الأمة على مرأى ومسمع
منها!!!! وهم الذين يمدون الصهاينة بأموالنا بالسلاح من وراء البيبسي والكوكا كولا
والوجبات السريعة!!! التي جعلت نصف سكان الخليج فوق مستوى البدانة …..وهم الذين
كانوا طوال خمسين عاما يقتلون ويشردون ويدوسون المصاحف وييتمون الأطفال ويغتالون
الطفولة ويذبحون البراءة…. وهم الذين أذاقوا المسلمين الويلات في فلسطين…. وفي
أفغانستان!! وفي كشمير !!!! وهم الذين يجهضون أي تحرك أسلامي شريف ويقضون على أي
نهضة إسلامية حقيقية!!! وهم الذين كانوا وراء الفوسفور الأبيض الذي شوى أبناء
غزة منذ سنتين وهم أحياء!!!! وهم الذين ارتكبوا محرقة غزة ولما تجف دموع نساء
أهلها بعد!!!! ولازال تسعون بالمئة من بيوت أهلها مهدمة إلى الأن!!! ……..


فتصاب
بالصدمة عندما يقول لك أحدهم أحدهم
بغباء :
هلأ تركت الدنيا ومسكت الكوكا كولا!!!


ما
تلبث أن تفيق من صدمتك لذلك الجواب الغبي لتفاجئ ببليد يقول لك بجواب يرفع ضغطك
أكثر من سابقه :
وماذا ستفعل علبة الكوكا كولا هذه!!!! هل ستوقف
الحرب أم ستفلس خزينة أمريكا من ورائها
؟؟؟!!! ويضحك ويغمز صاحبه الأخر ويتضاحكان معا !!!!!!ويفتحا
العلبة وينظران إليك نظرات تشعرك بشيء من الاشمئزاز وكثير من الحزن علهيما وعلى
أجويتهما الباعثة على الأسى!!!


نعم
هكذا ببلاهة وبكل غباء!!! تسمع ذلك الجواب وتتمنى أن أن لدى صاحب هذا الجواب رأس
يعمل حتى يقرأ ويتعظ ولو قليلا بقصة ذلك الإنسان الذي كان واقفا على شاطئ البحر
الهائج الذي كان يرمي
بألاف من أفراس البحر الصغيرة على الشاطئ بقوة أمواجه ومصيرها الموت ……فأخذ يقوم
برمي بعض منها إلى البحر بكل ما أوتي من قوة فسأله أحد الحمقى :
ماذا تعتقد نفسك فاعلا! هل تظن أنك ستغير مصير تلك الأفراس
جميعها من الموت
(
وكانت حوله بالألاف) فنظر ذلك الإنسان الغير المسلم ( الذي يملك عقلا يزين عقول
ألاف الحمقى من المسلمين) وكان يمسك بيده أحد الأفراس فرماه إلى البحر وقال لذلك
المغفل:
( على الأقل لقد تغير مصير هذا الفرس!!!)


ربما تسمع جوابا أغبى من سابقيه ليقول لك أحدهم ومن الذي أفتى بحرمة شرب الكوكا كولا !!!!!

وكأن
الأمر بحاجة إلى كثير ذكاء وسعة اطلاع حتى
يخبرك أحدهم أنه يجب عليك أن تمتنع عن مساعدة من يمسحون بك الأرض، ويقتلون الدين
الذي من المفترض أنك تعيش لتحييه وتمكن له في الأرض…!!!

من
أبسط القواعد التي تربى عليها أي مسلم أنه يجب عليه أن يمتنع عن موالاة المشركين
الذين يكيدون لدين الله ليل نهار والذين يبثون الفرقه بين المسلمين…. وهذه الموالاة يدخل في نطاقها الموالاة
الفكرية …..ولكن مصيبتنا اليوم ليست في الذين يوالون
الغرب على عمد وخبث!! ولكن مصيبتنا الكبرى في الحمقى الذين يوالونه فكريا عن غباء!! وأحيانا عن استغباء
واضح!!! فتراهم يقدمون له على طبق من ذهب الألاف المؤلفة حتى يذهب قسم وافر منها
لمشاريع هدفها الأول والاخر إطفاء نور الله في هذا الكون…. والمصيبة الكبرى أن
المسلمين -ممن حملوا تلك الرؤوس-
والذين من المفترض أن يحرصوا على نشر نور الله هم الذين باتوا يسابقون غيرهم إلى
إطفاء تلك الشعلة ولا حول ولا قوة إلا بالله!
شكرااااااااااااااا