الإشاعة خبر منقول بين الناس يتسم بالغموض ومبني على الشك والظن وليس على التثبيت واليقين وبالتالي لا يعرف إن كان هذا الخبر صحيحا أو مجرد خيال تبناه أحدهم لإلحاق الضرر والمفسدة والأذى ضد شخص أو جماعة أو مجتمع بأكمله إذن فحكمها سيكون مثل حكم سوء الظن وهو محرم قال تعالى

والإشاعة آفة قاتلة مدمرة ومذمومة ونادرا ما تكون صحيحة ولكن سواء كانت حقيقة أو كذبا فهي تطلق لإفساد وضرر وإذا كانت غير صحيحة كما قلت فهي كذب والكذب إفتراء على عباد الله وهو الآخر محرم في جميع الكتب السماوية والوضعية قال تعالى : (إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون).
والإشاعة من فعل شاع ، يشيع أي ذاع وانتشر . وهي تنتشر بسرعة فائقة بين الناس كانتشار النار في الغاب وغالبا كلما روى أحدهم إياها إلا أضاف فيها قليلا أو كثيرا وتبتدئ دائما بفعل يقولون أو قيل عن فلان أو فلانة كذا وكذا.. قال تعالى: (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا)وهي كذب بحيث أنها قيلت جزافا دون تمحيص أو يقين والهدف منها نشر البلبلة والإهانة والتشكيك في أخلاق وأفعال ذلك الشخص أو تلك الجماعة .. لكي تنزع ثقة الناس منه وبالتالي يغيرون رأيهم فيه فتكون النتيجة تحطيم روحه المعنوية التي تعتبر بمثابة القوة لكل واحد منا . ولقد اعتدنا دائما على القول ليس هناك دخان من دون نار ولكن هل سألنا أنفسنا يوما لماذا أشعلت هذه النار ومن الواقف وراء إشعالها وهل الذي قيل صحيح وما الغرض منه ؟ فإذا استطعنا الإجابة عن هذه الأسئلة فبالتأكيد سوف يزول كل إبهام أو غموض ولن يتحقق ذلك إلا بالتمحيص والبحث فيظهر جليا واضحا أنها كذب ووراء إطلاقها وإشاعتها أناس تافهون مكارون حاقدون كاذبون ليس لديهم ما يشغلهم سوى التقول في الآخرين واتباع عوراتهم ومن هذا المنبر أقول لك أخي القارئ إياك ثم إياك تصديق أي إشاعة كيفما كانت حتى تتبين صدقها قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)ولكن الشيء المؤسف فعلا هو أن تصدر أو يساعد في نشرها وترويجها وإذاعتها أناس عرف عنهم رجاحة العقل والتأني في الحكم على الأشياء فيكون من وراء ذلك نفوس مدمرة حقودة تشكك في كل شيء بحيث لم تعد تشعر بالأمان خاصة إذا طعن هذا الشخص في عرضه ولقد جاء النهي والحرمة على هذا الفعل الذميم في أكثر من آية قرآنية وحديث نبوي وأظهرت العاقبة من ورائه قال الرسول الكريم ذو الخلق العظيم : ( من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال) . و لدي سؤال يشغلني وهو جد وجيه لكل من سولت له نفسه تصديق أي إشاعة واعتبارها حقيقة مؤكدة لا لشيء سوى أنها -كما يقول- لا يمكن أن تطلق على أي أحد بريء وهو يأخذ بمبدأ ليس هناك دخان بدون نار بالله عليك كيف بوسعك أن تنشر وتذيع وتصدق خبرا لا يعلم مصدره فمن المعروف أنه ليس كل ما يقال صحيحا وليس كل ما يعلم يقال وليس كل ما يسمع يذاع ، فتأكد قبل كل شيء لأنه فيه ظلم وإثم وعدوان واتهام بريء بما ليس فيه وفي نشرها ذنب كبير قال صلى الله عليه وسلم

شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا