إذا قال بعض المصريين "لماذا يكرهوننا " أريد إن أوضح .
ان الكثير من المصراويين الفراعنة او ما يعرف عنهم الاقباط الماخوذة من
كلمة اكيبت EGYPT او اغبط .فانه و على جميع المستويات يعلمون الحقيقة
ولكنهم يتمنون اجابة اخرى تكون متنفسا لما يتحسرون عليه من غلطة كلفتهم
الكثير .
ان الخطاب المصراوى فى حد ذاته جواب على سؤال مستنسخ " لماذا يكرهوننا "
وهو اعتقاد تولد من منطلق الإقرار بالذنب لان المذنب عادة ما يرمى خطاياه ويوزعها ارضاءا للذات ويشبه لحد بعيد فكرة المحرقة
الخطاب المصراوى يبدو انه متاثر لحد التقليد للخطاب الامريكى الممزوج
بالعنصرية والتعالى حتى على أوربا بوصفها "القديمة" . ببساطة لا يريد
للغير ان يكون الأفضل وهى غريزة طبيعية بين بنى البشر لما تسود الانانية
وحب البقاء حين يصبح الصراع مع الذات او فى مفترق طرق.على الخارطة
العالمية فى نقطة تقاطع بين العرب والغرب
المصراوين اصبحو لا يكترثون ان لم يعد لهم محل من الإعراب فى الوطن القومي الكبير
فقد رأى مفكريهم الجدد او بعض الأصدقاء بان يغيرو من خطاب لم يعد مجد بعد كامب ديفيد
اصبح الخطاب الجديد صورة مختلفة عن مصر العروبة رغم التغنى بامجاد تم محوها بجرة قلم
ان فكرة القومية المصراوية التى تم الترويج لها عبر وسائل الاعلام وتم
تجسيدها فى الوسط الرياضى تحت اسم منتخب الفراعنة فى محاولة للتميز عن
الأخر وفى حقيقته انسلاخ حضارى خطير ويخدم الاجندة الغربية بدليل محاولة
تصوير الصراع الرياضى مع الجزائر انه بين الفراعنة والبربر عوض ان نقول
منافسة بين اشقاء من نفس الطينة اى الوطن العربى الكبير
ان كلمة الوطن العربى الكبير اصبحت فى ذاتها عقدة الخطاب المصراوى لانه
اصبح يشكل استفزازا للعلاقات المصرية مع الغرب فى مقدمتهم امريكا لان
معاهدة كامب ديفيد كانت عربون
التوبة عن الفكر الناصرى وهو ما يبرر نعت الغرب الشعوب الاخرى التى لم
تحذو حذو الشقيقة الكبرى بالارهاب لان الشقيقة مصر اعطت الصورة الحسنة فى
التعامل مع الكيان الصهيونى ولا تريد التشويش عليها واعطت نفسها الحق فى
البحث عن طريقة لرد الاعتبار ولو على حساب الغير واعلان الرغبة لفسخ عقد
الايجار دون مقابل
جاءت مناسبة الكرة وجاءت معها الفرصة لممارسة السيادة الكاملة من خلال
بناء الجدار الفولاذى دون حرج . وللحفاظ على بقى من الكرامة تم تجنيد كل
الطاقات للفت الانتباه الى خطر محدق بالقومية الجديدة تحت زعامة الفاتح
المنتظرفى مبايعة بعيدة عن العمل السياسى
وقرعت الطبول ومن ثمة اعطاء مباراة الجزائر منحى اخر وتصديره على كل
الشبكات على شكل صراع حضارات باعتبار ان امريكا خيرت العالم بين ان تكون
معنا فى العالم المتحضر واما ضدنا وبطبيعة الحال فان المصراويين صدقو ان
الرؤيا الامريكية تنطبق عليهم وبالتالى لا حرج ما دامت امريكا راس الحضارة
والقوة وبالتالى لاباس من نعت الجزائر فى الاخير بانها بلطجية تهدد امن
المصراويين وحضارتهم القديمة الجديدة . باعتبار ان الجزائر مازالت تفكر
بعقلية الثورة والمجد والشهداء وهى مصطلحات فى الخارطة الجديدة مزعجة لمن
لم يحظى بشرف الجهاد و تنبع من فكر يصنفونه فى الجهة التى يجب تفتيش
مواطنيها عند مداخل المطارات
وبالتالى يرى المصراويين الجدد انه سيشكل فى حد ذاته عامل رضى عن النفس
لانهم نجحو فى الانتماء الى العالم المتحضر. مما يعوض ازمتهم مع الذات
ويفتح لهم افاق جديدة او مكانة فى عالم يتغير بسرعة بالرغم من ان نتائج
ذلك الاتجاه قد اثر سلبا على الحياة الاجتماعية للمواطن المصرى
الا ان الشارع المصرى المهمش فى العملية قد بدا يعى بضرورة العودة الى الذات الاصلية
ولهذه الاسباب ومن اجلها نحن لا نكره المصريين وانما نختلف عليهم فى الرؤى لقضايانا