كلام جميل من جزائري حر، يجب أن يقرأه المصري الحر.
10- المواطن علاء يهودا مبارك : القزاير
لفهم آليات سير عمل، وتفكير النظام القائم في مصر، ينبغي الاستعانة بخبراء فنون النفاق، والمختصين في مختلف أشكال الخبث والدس والجبن والسفالة، لمعرفة كيفية التعاطي والتعامل مع حاكم القاهرة وولديه جمال وعلاء، وحرمه سوزان•
إن عائلة مبارك، ولكي تلهي الشعب المصري المغلوب على أمره عن مشاكله الحقيقية التي يتخبط فيها من فقر، وتخلف، وجهل، وجوع، وبطالة، وتصرف نظره عن الاهتمام بانشغالاته اليومية، خلقت له عدوا وهميا، هو الشعب الجزائري، البربري، الإرهابي، المتوحش، الذي ارتكب جريرة تطلعه إلى ممارسة اللعبة الأكثر شعبية في العالم بصفة الند للند مع مصر أم الدنيا، والدولة المحورية في الشرق الأوسط، وينتصر عليها في عدة مقابلات، ويقصيها من منافسات كأس العالم، فيوعز إلى قنواته الفضائية، وجرائده لشن هجمة شرسة وحملة شعواء، لم تبق ولم تذر في الجزائر شعبا، وأمة، وتاريخا، وثورة وشهداء، وعلما، ودولة، ورئيسا، وحكومة، وثقافة، وكيانا، ومن لا يعلم الأسباب ويجهل الخلفيات، يتهيأ له أن حربا حقيقية تدور رحاها بين الشعبين في جبهات القتال، وميادين العمليات، وعندما شاءت الأقدار أن يلتقي الفريقان مرة أخرى في بنغيلا في إطار تصفيات النصف النهائي لكأس إفريقيا، التجأ النظام المصري، كعادته إلى مناورة لا تخلو من أساليب الدس، والخبث، والنفاق، فكلف وزير خارجيته أحمد أبو الغائط الذليل المستكين أمام سيدته تسيبي ليفني، فأجرى اتصالا هاتفيا بوزير خارجيتنا مراد مدلسي، مهنئا له على فوز منتخبنا الوطني على فريق ساحل العاج، وطلب منه أن يتعاونا معا من أجل تهدئة الأجواء، وإشاعة روح الأخوة والتسامح بين الشعبيين الشقيقين، والحرص على ضرورة أن تجرى المقابلة في إطارها الرياضي المحدود، كما طلب أن يصدرا معا بيانا مشتركا يتضمن هذا الحرص، ويعبر عن الرغبة في طي صفحة الماضي، والتطلع إلى المستقبل، وإمعانا من هذا النظام في التمويه، والتضليل، دعا وزير إعلامه أنس الفقي رؤساء المؤسسات الإعلامية، العمومية والخاصة، إلى اجتماع عاجل، وطلب منهم جميعا الكف عن معالجة مجريات المقابلة بروح التحيز، وألح عليهم بأن يتناولوها بالموضوعية والتجرد، ومن منطلق قومي، بعيدا عن المنظور الإقليمي، فظننا أن ضمير هؤلاء استيقظ وأن وعيهم قد عاد إليهم، لكن ما إن مضى على المقابلة 30 دقيقة، حتى أدركنا أبعاد وحجم المؤامرة التي كانوا يدبرونها مع الحكم البينيني، السيء الذكر، الذي أدار مقابلة فريدة من نوعها في تاريخ رياضة كرة القدم (أحد عشرة لاعبا مقابل سبعة)، بعد أن أقدم دون استحياء ولا خجل على طرد أربعة لاعبين جزائريين، وبمجرد تصفير هذا الحكم على انتهاء المقابلة، عادت حليمة إلى عادتها القديمة، فشاهدنا الغندور، وهيفاء وهبي، وإبراهيم حجازي، ومصطفى عبده، وعمرو أديب، وعلاء مبارك، يتطاولون من جديد ببجاحة وصلافة، وعنجهية، وغرور على الجزائر، وكأنهم حرروا القدس أو استكملوا استرجاع سيادتهم على صحراء سيناء المغتصبة•
عجيب أمر هذا النظام، وصدق من قال إذا لم تستح فاصنع ما شئت•
إن الشيء الايجابي الذي أبرزه هذا الجدال والسجال المحموم، المفروض علينا من طرف نظام مبارك وولديه، أن النخبة الجزائرية أصبحت تعرف جيدا حقيقته، ولا يمكنه تغليطها أبدا، وأن جسورالثقة مع هذا النظام انهارت، وتهدمت تماما، وأنه لا يمكن إعادة بنائها في المنظور القريب، أو على الأقل في ظل استمرار هذا النظام•
لقد أجرت إحدى جرائدنا الوطنية قبل مقابلة بانغيلا حوارا مع عدد من أدبائنا حول مدى صدق نوايا المصريين، في التهدئة والمصالحة، فأجمعوا كلهم بأن لا أمل يرجى من نظام مصر وأزلامه، وأن الأصوات المرفوعة في القاهرة الداعية إلى التآخي، والتصالح ما هي إلا مناورة، وخديعة، وقد اتضح ذلك جليا، فما تعرضنا له من قدح وتجريح، وتشفي وشماتة، لا يقل عن شتم شهدائنا، وحرق علمنا، وسب شعبنا، والنيل من تاريخنا•
إن مصر التي عرفناها ونحن صغار، بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر، لم تعد كما كانت، وليست هي مصر المحروسة، مصر الكنانة، مصر العروبة، مصر العدوان الثلاثي، مصر عدم الانحياز، مصر حركات التحرر، بل أنها أصبحت مصر أخرى، مصر جديدة، لقد تبدلت تضاريسها، وتغيرت ملامح جغرافيتها، ولم تعد مصر القديمة، إنها مصر كامب ديفيد، مصر التي يتقرر فيها غزو العراق، وتدمير بغداد عاصمة الرشيد، مصر التي ترسل 5000 من بناتها إلى حفر الباطن، ليستمتع بهن جنود المارينز الأمريكان، إنها مصر التي تتآمر على المقاومة في لبنان، وتكيد كيدا لسوريا، وتعلن من عاصمتها وأمام رئيسها وزيرة خارجية الكيان الصهيوني، الحرب على أهلنا في غزة، إنها مصر التي تستعين بأمريكا لتجعل بينها وبين الفلسطينيين سدا منيعا، مصر التي تنفخ في النار لتجعل بينها وبين غزة ردما بزبر الحديد وتفرغ عليه قطرا، حتى لا يستطيع له أطفالها نقبا، إنها مصر السفارة في العمارة، مصر التي تسعى جاهدة لإجهاض المشروع النووي الإيراني، مصر الهينة اللينة المصابة بالعمى حتى لا ترى حجم وضخامة الترسانة النووية الصهيونية على بعد أمتار من حدودها، إنها مصر مبارك التي تعودت على الهزائم، وألفت النكسات•
لقد اشتاقت مصر سوزان إلى تذوق طعم الفوز، الذي لم تعرفه طيلة تاريخها في ميادين الحروب، والمجابهات الحقيقية، فهي تحاول استبدال هزائمها المرة بالانتصارات الزائفة، في مستطيلات الملاعب، بشراء ذمم الحكام، والتواطؤ معهم على مرأى ومسمع العالم، دون حياء ولا خجل•
إن مصر الكنانة، أمست رهينة، أسيرة ذليلة، مقيدة، ومكبلة في أغلال حسني مبارك ونجليه علاء وجمال، وحرمه سوزان، وزبانية نظامه من أبي الغائط، وأنس الفقي، ومن على شاكلتهما•
لقد أسدل الستار يوم الأحد 31 جانفي 2010 على مباريات الدورة السابعة والعشرين لكأس إفريقيا للأمم، وأقصيت الجزائر من نهائيات هذه الدورة بتآمر مصر مع حكم المباراة كوفي كودجيا، واحتفظت مصر بالكأس، فكيف حال مصر والمصريين بعد هذا الفوز؟ هل تغيرت أحوالهم وتبدلت وتطورت نحو الرقي والازدهار؟ هل المشاكل اليومية التي يعاني منها المواطن المصري المقهور، الجوعان انتهت وحلت؟ إن مقابلة كرة القدم تبقى في جميع الظروف والأحوال مجرد لعبة، واللعب يظل لعبا، لا يبني دولا ولا يطور شعوبا، بل يبقى وسيلة للتسلية والترفيه•
لقد أطلقتم يا أيها المصريون عنان ألسنتكم للنيل منا، والمساس بكرامتنا، فها هي دورة الألعاب انتهت، لكن الحياة لم تنته، وموقعي الجزائر ومصر الجغرافيين في إفريقيا والعالم العربي لم يتبدلا، ومجالات التعاون والتواصل واللقاءات عديدة وكثيرة، ومصالحكم الاقتصادية في الجزائر ليست بقليلة، فكيف يا ترى نتعامل معكم بعد كل ما حصل؟ إنكم مخطئون إذا كنتم تعتقدون أن ذهنية وطبيعة الجزائري تتشابه مع ذهنيتكم وطبعكم، تسيؤون إلينا، وتظنون أن ذاكرتنا هشة، تنسى بسهولة، كلا، إننا لم ولن ننسى شتم شهدائنا وحرق علمنا، والطعن في تاريخنا، والاستهتار بنضالاتنا، فلقد أحييتم جراحا غائرة، وذكرتمونا بما كان يرمينا به عدونا الفرنسي، ويشيعه عنا زورا وبهتانا، بالنسبة لنا أصبحنا لا نفرق بينكم وبين المستدمرين الفرنسيين، طالما أنكم ترددون نفس أطروحاتهم ومزاعمهم، للتقليل من شأن تاريخنا والحط من أمتنا•
ورغم هذا وذاك، فكم يؤلمنا أن يؤول أمر مصر الحبيبة إلى هذا المآل البائس التعيس، وكم يؤسفنا أن تتبدد نضالات ناصر قدّس الله روحه، ويضيع كفاحه، وتذهب جهوده سدى، في أيام ليست عاصفة، كهشيم تذروه الرياح، وكم يدمي قلوبنا أن تضيع دماء الآلاف من شهداء مصر والأمة العربية المسفوحة في حروب: جوان 1967، وحرب الاستنزاف في 1968 - 1969، أكتوبر في 1973، هباء منثورا، أو كعصف مأكول، لأن قدر مصر التعيس، وحظها العاثر، أن يتسلط على أحرارها وأشاوسها، ويتحكم في رقابها آل مبارك وزبانيتهم، فصبرا وصمودا يا أشقاءنا في مصر، ولا تفقدوا بارقة الأمل، فإن الأمر لا يتسع إلا إذا ضاق، وأنه بعد العسر يسرا، فنحن مازلنا في الجزائر أوفياء لشهداء ثورة نوفمبر، لم نتبدل ولم نتغير، نحمل مشاكل الحرية، ونحمي الحمى، ونذود عن الأرض والعرض، ونصون الشرف والكرامة، ونأبى الذل والمهانة، ونعتبر أن مصر الأسيرة، المقتلعة من جذورها، المسلوخة عن أصولها، المختطفة من أهلها، الشاردة عن محيطها، ستعود ذات يوم إلى أوكارها، لتواصل مسيرة النضال جنبا إلى جنب مع إخوتها العرب، وتحمل إلى جانبنا مشعل الكفاح، لاستكمال تحرير سيناء، وتطهير القدس، من رجس المعتدين الغاصبين الغادرين•
أما أنتم يا إعلاميي الفتنة، المرجفين في المدينة، ويا مروجي الأحقاد، ويا زارعي الشنآن، والعداوة والبغضاء، في قنوات دريم والحياة، ونايل سبورت، والمحور، فما أنتم إلا عملاء مأجورين وخدما وعبيدا لأسيادكم من آل مبارك، وأزلامهم، ولن نبالي بهرائكم وإفككم وافتراءاتكم، فالجزائر الخالد المجاهدة، تبقى هي الجزائر الشامخة الأبية، العصية، العزيزة الغالية، في نفوس جميع العرب والمسلمين، وهي تسير على الدوام نحو الرقي والازدهار، في ظل الشرف والكبرياء، والإباء، ولن يضرها نباحكم، وستظل كما وصفها شاعر ثورتها المرحوم مفدي زكرياء، هي بسمة الرب في أرضه، وهي وجهه الضاحك القسمات، وهي رسالته في الوجود التي وقعها من أجل الخلود•
18 - جزائري حر : الجزائر
إلى الأخ المصري " محمد " لا تعتقد سيدي الكريم أن الجزائريين حين يتحدثون عن المصريين يقصدون بذلك الشعب المصري وإهانته وإنما هو من باب إطلاق الكل على الجزء ، يقصدون تلك الفئة التي وكلت نفسها لتتحدث عن المصريين فأهانت المصريين قبل أن تهين الجزائريين ، ويجب أن تعلم يا سيدي بأن الجرح عميق وعميق جدا ، ماذا تنتظر عندما تشاهد حملة شرسة وبدون مبرر وبدون سبب اتجاه بلدك وتاريخها ورموزها ، ماذا تنتظر ونحن نتفرج صباح مساء واعلامكم يصب علينا شواظ من السب والشتم والإهانة ؟ ماذا تنتظر ونحن نهان وكرامتنا تداس على يد من هم بماثبة النخبة المصرية وصوتها ؟ ماذا تنتظر سيدي الكريم وإعلامك يدوس على كل ما تبقى من علاقات وأخوة وتاريخ مشترك ؟ ماذا تنتظر منا سيدي الكريم والاعلام المصري أصيب بهستيريا أفقدته صوابه وراح يكيل إلينا الشتائم والإهانات ؟ سيدي الكريم لم يكن لنا إلا هذه النوافذ لنرد قليلا مما أصابنا منكم ولا أقصد الشعب المصري وإنما دعاة الرقص والردح من الاعلاميين وفنانين ومثقفين ؟ ماذا تنتظر سيدي الكريم أن يطبق الجزائريون القاعدة المسيحية إذا ضربك أحدهم على خدك الأيمن فاعطيه خدك الأيسر ؟ سيدي الكريم لماذا أفقكم قصير وتنسون بسرعة ألم تكن جريدة الشروق من الجرائد القليلة في الوطن العربي التي كرمت العديد من المثقفين المصريين وكرمت اللاعب محمد أبو تريكة ؟ سيدي الكريم لماذا تعليقات الكثير من المصريين تحاول أن تتملص مما اقترفه الاعلام المصري ؟ لماذا هذا المواطن المصري البسيط تأخذه العزة بالاثم ؟ لماذا هذا المواطن المصري لا يقول للمخطئ بأنك أخطأت وللمحسن بأنك أسأت ؟ الآن بالله عليك هل وجدت وسيلة إعلامية جزائرية على محدوديتها أهانت مصر وتاريخ مصر قبل المباراة وبعدها ؟ لماذا هذا التعالي والعجرفة المصرية ؟؟؟ يجب أن تعلم سيدي الكريم إننا شعب لا نعرف الرضوخ إلا لله سبحانه وتعالى ، فلا يمكن لتلك الشرذمة من الاعلام المصري والفنانين المصريين أن ينالوا ، وعليهم أن يحسبوا لنا ألف حساب قبل أن يذكروا اسم الجزائر على أفواههم ، فنحن لم نسبكم ولم نعتد عليكم ولم تقم نخبتنا بحرق علمكم ولم نهن شهداؤكم ولم نسخر من تاريخكم ولم نشكك في عروبتكم واسلامكم ولم نقلل من دوركم ؟ فلا يمكن لك سيدي الكريم أن تبكي على اللبن المسكوب ، لقد أحدث إعلامك ورئيس الاتحاد المصري شرخا كبيرا وأنا الآن سيدي أتحدث عن ما هو رسمي ولا أتحدث عن ما يقوم به أطفال المنتديات من مهاترات فهي غير مسؤولة عن كلامها وعن تعليقاتها وعن أفعالها وأعمالها وخزعبلاتها وكل ما تقوم به وإنما المسؤول هو هذا الاعلامي والفنان والمثقف والسياسي ، والمؤرخ ، حدثني عن هؤلاء الذين تحدثوا باسم مصر وشعب مصر ثم زكاهم الشعب المصري ونافح عنهم واعتبر كلامهم هو القاعدة التي تسير عليها مصر ، هذا المصري البسيط الذي يزكي هؤلاء يعدّ شريكا في هذه المأساة ، فلا تطلب منا أن ننسى فلا يمكن ذلك لأن الجرح عميق وعميق جدا .
10- المواطن علاء يهودا مبارك : القزاير
لفهم آليات سير عمل، وتفكير النظام القائم في مصر، ينبغي الاستعانة بخبراء فنون النفاق، والمختصين في مختلف أشكال الخبث والدس والجبن والسفالة، لمعرفة كيفية التعاطي والتعامل مع حاكم القاهرة وولديه جمال وعلاء، وحرمه سوزان•
إن عائلة مبارك، ولكي تلهي الشعب المصري المغلوب على أمره عن مشاكله الحقيقية التي يتخبط فيها من فقر، وتخلف، وجهل، وجوع، وبطالة، وتصرف نظره عن الاهتمام بانشغالاته اليومية، خلقت له عدوا وهميا، هو الشعب الجزائري، البربري، الإرهابي، المتوحش، الذي ارتكب جريرة تطلعه إلى ممارسة اللعبة الأكثر شعبية في العالم بصفة الند للند مع مصر أم الدنيا، والدولة المحورية في الشرق الأوسط، وينتصر عليها في عدة مقابلات، ويقصيها من منافسات كأس العالم، فيوعز إلى قنواته الفضائية، وجرائده لشن هجمة شرسة وحملة شعواء، لم تبق ولم تذر في الجزائر شعبا، وأمة، وتاريخا، وثورة وشهداء، وعلما، ودولة، ورئيسا، وحكومة، وثقافة، وكيانا، ومن لا يعلم الأسباب ويجهل الخلفيات، يتهيأ له أن حربا حقيقية تدور رحاها بين الشعبين في جبهات القتال، وميادين العمليات، وعندما شاءت الأقدار أن يلتقي الفريقان مرة أخرى في بنغيلا في إطار تصفيات النصف النهائي لكأس إفريقيا، التجأ النظام المصري، كعادته إلى مناورة لا تخلو من أساليب الدس، والخبث، والنفاق، فكلف وزير خارجيته أحمد أبو الغائط الذليل المستكين أمام سيدته تسيبي ليفني، فأجرى اتصالا هاتفيا بوزير خارجيتنا مراد مدلسي، مهنئا له على فوز منتخبنا الوطني على فريق ساحل العاج، وطلب منه أن يتعاونا معا من أجل تهدئة الأجواء، وإشاعة روح الأخوة والتسامح بين الشعبيين الشقيقين، والحرص على ضرورة أن تجرى المقابلة في إطارها الرياضي المحدود، كما طلب أن يصدرا معا بيانا مشتركا يتضمن هذا الحرص، ويعبر عن الرغبة في طي صفحة الماضي، والتطلع إلى المستقبل، وإمعانا من هذا النظام في التمويه، والتضليل، دعا وزير إعلامه أنس الفقي رؤساء المؤسسات الإعلامية، العمومية والخاصة، إلى اجتماع عاجل، وطلب منهم جميعا الكف عن معالجة مجريات المقابلة بروح التحيز، وألح عليهم بأن يتناولوها بالموضوعية والتجرد، ومن منطلق قومي، بعيدا عن المنظور الإقليمي، فظننا أن ضمير هؤلاء استيقظ وأن وعيهم قد عاد إليهم، لكن ما إن مضى على المقابلة 30 دقيقة، حتى أدركنا أبعاد وحجم المؤامرة التي كانوا يدبرونها مع الحكم البينيني، السيء الذكر، الذي أدار مقابلة فريدة من نوعها في تاريخ رياضة كرة القدم (أحد عشرة لاعبا مقابل سبعة)، بعد أن أقدم دون استحياء ولا خجل على طرد أربعة لاعبين جزائريين، وبمجرد تصفير هذا الحكم على انتهاء المقابلة، عادت حليمة إلى عادتها القديمة، فشاهدنا الغندور، وهيفاء وهبي، وإبراهيم حجازي، ومصطفى عبده، وعمرو أديب، وعلاء مبارك، يتطاولون من جديد ببجاحة وصلافة، وعنجهية، وغرور على الجزائر، وكأنهم حرروا القدس أو استكملوا استرجاع سيادتهم على صحراء سيناء المغتصبة•
عجيب أمر هذا النظام، وصدق من قال إذا لم تستح فاصنع ما شئت•
إن الشيء الايجابي الذي أبرزه هذا الجدال والسجال المحموم، المفروض علينا من طرف نظام مبارك وولديه، أن النخبة الجزائرية أصبحت تعرف جيدا حقيقته، ولا يمكنه تغليطها أبدا، وأن جسورالثقة مع هذا النظام انهارت، وتهدمت تماما، وأنه لا يمكن إعادة بنائها في المنظور القريب، أو على الأقل في ظل استمرار هذا النظام•
لقد أجرت إحدى جرائدنا الوطنية قبل مقابلة بانغيلا حوارا مع عدد من أدبائنا حول مدى صدق نوايا المصريين، في التهدئة والمصالحة، فأجمعوا كلهم بأن لا أمل يرجى من نظام مصر وأزلامه، وأن الأصوات المرفوعة في القاهرة الداعية إلى التآخي، والتصالح ما هي إلا مناورة، وخديعة، وقد اتضح ذلك جليا، فما تعرضنا له من قدح وتجريح، وتشفي وشماتة، لا يقل عن شتم شهدائنا، وحرق علمنا، وسب شعبنا، والنيل من تاريخنا•
إن مصر التي عرفناها ونحن صغار، بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر، لم تعد كما كانت، وليست هي مصر المحروسة، مصر الكنانة، مصر العروبة، مصر العدوان الثلاثي، مصر عدم الانحياز، مصر حركات التحرر، بل أنها أصبحت مصر أخرى، مصر جديدة، لقد تبدلت تضاريسها، وتغيرت ملامح جغرافيتها، ولم تعد مصر القديمة، إنها مصر كامب ديفيد، مصر التي يتقرر فيها غزو العراق، وتدمير بغداد عاصمة الرشيد، مصر التي ترسل 5000 من بناتها إلى حفر الباطن، ليستمتع بهن جنود المارينز الأمريكان، إنها مصر التي تتآمر على المقاومة في لبنان، وتكيد كيدا لسوريا، وتعلن من عاصمتها وأمام رئيسها وزيرة خارجية الكيان الصهيوني، الحرب على أهلنا في غزة، إنها مصر التي تستعين بأمريكا لتجعل بينها وبين الفلسطينيين سدا منيعا، مصر التي تنفخ في النار لتجعل بينها وبين غزة ردما بزبر الحديد وتفرغ عليه قطرا، حتى لا يستطيع له أطفالها نقبا، إنها مصر السفارة في العمارة، مصر التي تسعى جاهدة لإجهاض المشروع النووي الإيراني، مصر الهينة اللينة المصابة بالعمى حتى لا ترى حجم وضخامة الترسانة النووية الصهيونية على بعد أمتار من حدودها، إنها مصر مبارك التي تعودت على الهزائم، وألفت النكسات•
لقد اشتاقت مصر سوزان إلى تذوق طعم الفوز، الذي لم تعرفه طيلة تاريخها في ميادين الحروب، والمجابهات الحقيقية، فهي تحاول استبدال هزائمها المرة بالانتصارات الزائفة، في مستطيلات الملاعب، بشراء ذمم الحكام، والتواطؤ معهم على مرأى ومسمع العالم، دون حياء ولا خجل•
إن مصر الكنانة، أمست رهينة، أسيرة ذليلة، مقيدة، ومكبلة في أغلال حسني مبارك ونجليه علاء وجمال، وحرمه سوزان، وزبانية نظامه من أبي الغائط، وأنس الفقي، ومن على شاكلتهما•
لقد أسدل الستار يوم الأحد 31 جانفي 2010 على مباريات الدورة السابعة والعشرين لكأس إفريقيا للأمم، وأقصيت الجزائر من نهائيات هذه الدورة بتآمر مصر مع حكم المباراة كوفي كودجيا، واحتفظت مصر بالكأس، فكيف حال مصر والمصريين بعد هذا الفوز؟ هل تغيرت أحوالهم وتبدلت وتطورت نحو الرقي والازدهار؟ هل المشاكل اليومية التي يعاني منها المواطن المصري المقهور، الجوعان انتهت وحلت؟ إن مقابلة كرة القدم تبقى في جميع الظروف والأحوال مجرد لعبة، واللعب يظل لعبا، لا يبني دولا ولا يطور شعوبا، بل يبقى وسيلة للتسلية والترفيه•
لقد أطلقتم يا أيها المصريون عنان ألسنتكم للنيل منا، والمساس بكرامتنا، فها هي دورة الألعاب انتهت، لكن الحياة لم تنته، وموقعي الجزائر ومصر الجغرافيين في إفريقيا والعالم العربي لم يتبدلا، ومجالات التعاون والتواصل واللقاءات عديدة وكثيرة، ومصالحكم الاقتصادية في الجزائر ليست بقليلة، فكيف يا ترى نتعامل معكم بعد كل ما حصل؟ إنكم مخطئون إذا كنتم تعتقدون أن ذهنية وطبيعة الجزائري تتشابه مع ذهنيتكم وطبعكم، تسيؤون إلينا، وتظنون أن ذاكرتنا هشة، تنسى بسهولة، كلا، إننا لم ولن ننسى شتم شهدائنا وحرق علمنا، والطعن في تاريخنا، والاستهتار بنضالاتنا، فلقد أحييتم جراحا غائرة، وذكرتمونا بما كان يرمينا به عدونا الفرنسي، ويشيعه عنا زورا وبهتانا، بالنسبة لنا أصبحنا لا نفرق بينكم وبين المستدمرين الفرنسيين، طالما أنكم ترددون نفس أطروحاتهم ومزاعمهم، للتقليل من شأن تاريخنا والحط من أمتنا•
ورغم هذا وذاك، فكم يؤلمنا أن يؤول أمر مصر الحبيبة إلى هذا المآل البائس التعيس، وكم يؤسفنا أن تتبدد نضالات ناصر قدّس الله روحه، ويضيع كفاحه، وتذهب جهوده سدى، في أيام ليست عاصفة، كهشيم تذروه الرياح، وكم يدمي قلوبنا أن تضيع دماء الآلاف من شهداء مصر والأمة العربية المسفوحة في حروب: جوان 1967، وحرب الاستنزاف في 1968 - 1969، أكتوبر في 1973، هباء منثورا، أو كعصف مأكول، لأن قدر مصر التعيس، وحظها العاثر، أن يتسلط على أحرارها وأشاوسها، ويتحكم في رقابها آل مبارك وزبانيتهم، فصبرا وصمودا يا أشقاءنا في مصر، ولا تفقدوا بارقة الأمل، فإن الأمر لا يتسع إلا إذا ضاق، وأنه بعد العسر يسرا، فنحن مازلنا في الجزائر أوفياء لشهداء ثورة نوفمبر، لم نتبدل ولم نتغير، نحمل مشاكل الحرية، ونحمي الحمى، ونذود عن الأرض والعرض، ونصون الشرف والكرامة، ونأبى الذل والمهانة، ونعتبر أن مصر الأسيرة، المقتلعة من جذورها، المسلوخة عن أصولها، المختطفة من أهلها، الشاردة عن محيطها، ستعود ذات يوم إلى أوكارها، لتواصل مسيرة النضال جنبا إلى جنب مع إخوتها العرب، وتحمل إلى جانبنا مشعل الكفاح، لاستكمال تحرير سيناء، وتطهير القدس، من رجس المعتدين الغاصبين الغادرين•
أما أنتم يا إعلاميي الفتنة، المرجفين في المدينة، ويا مروجي الأحقاد، ويا زارعي الشنآن، والعداوة والبغضاء، في قنوات دريم والحياة، ونايل سبورت، والمحور، فما أنتم إلا عملاء مأجورين وخدما وعبيدا لأسيادكم من آل مبارك، وأزلامهم، ولن نبالي بهرائكم وإفككم وافتراءاتكم، فالجزائر الخالد المجاهدة، تبقى هي الجزائر الشامخة الأبية، العصية، العزيزة الغالية، في نفوس جميع العرب والمسلمين، وهي تسير على الدوام نحو الرقي والازدهار، في ظل الشرف والكبرياء، والإباء، ولن يضرها نباحكم، وستظل كما وصفها شاعر ثورتها المرحوم مفدي زكرياء، هي بسمة الرب في أرضه، وهي وجهه الضاحك القسمات، وهي رسالته في الوجود التي وقعها من أجل الخلود•
18 - جزائري حر : الجزائر
إلى الأخ المصري " محمد " لا تعتقد سيدي الكريم أن الجزائريين حين يتحدثون عن المصريين يقصدون بذلك الشعب المصري وإهانته وإنما هو من باب إطلاق الكل على الجزء ، يقصدون تلك الفئة التي وكلت نفسها لتتحدث عن المصريين فأهانت المصريين قبل أن تهين الجزائريين ، ويجب أن تعلم يا سيدي بأن الجرح عميق وعميق جدا ، ماذا تنتظر عندما تشاهد حملة شرسة وبدون مبرر وبدون سبب اتجاه بلدك وتاريخها ورموزها ، ماذا تنتظر ونحن نتفرج صباح مساء واعلامكم يصب علينا شواظ من السب والشتم والإهانة ؟ ماذا تنتظر ونحن نهان وكرامتنا تداس على يد من هم بماثبة النخبة المصرية وصوتها ؟ ماذا تنتظر سيدي الكريم وإعلامك يدوس على كل ما تبقى من علاقات وأخوة وتاريخ مشترك ؟ ماذا تنتظر منا سيدي الكريم والاعلام المصري أصيب بهستيريا أفقدته صوابه وراح يكيل إلينا الشتائم والإهانات ؟ سيدي الكريم لم يكن لنا إلا هذه النوافذ لنرد قليلا مما أصابنا منكم ولا أقصد الشعب المصري وإنما دعاة الرقص والردح من الاعلاميين وفنانين ومثقفين ؟ ماذا تنتظر سيدي الكريم أن يطبق الجزائريون القاعدة المسيحية إذا ضربك أحدهم على خدك الأيمن فاعطيه خدك الأيسر ؟ سيدي الكريم لماذا أفقكم قصير وتنسون بسرعة ألم تكن جريدة الشروق من الجرائد القليلة في الوطن العربي التي كرمت العديد من المثقفين المصريين وكرمت اللاعب محمد أبو تريكة ؟ سيدي الكريم لماذا تعليقات الكثير من المصريين تحاول أن تتملص مما اقترفه الاعلام المصري ؟ لماذا هذا المواطن المصري البسيط تأخذه العزة بالاثم ؟ لماذا هذا المواطن المصري لا يقول للمخطئ بأنك أخطأت وللمحسن بأنك أسأت ؟ الآن بالله عليك هل وجدت وسيلة إعلامية جزائرية على محدوديتها أهانت مصر وتاريخ مصر قبل المباراة وبعدها ؟ لماذا هذا التعالي والعجرفة المصرية ؟؟؟ يجب أن تعلم سيدي الكريم إننا شعب لا نعرف الرضوخ إلا لله سبحانه وتعالى ، فلا يمكن لتلك الشرذمة من الاعلام المصري والفنانين المصريين أن ينالوا ، وعليهم أن يحسبوا لنا ألف حساب قبل أن يذكروا اسم الجزائر على أفواههم ، فنحن لم نسبكم ولم نعتد عليكم ولم تقم نخبتنا بحرق علمكم ولم نهن شهداؤكم ولم نسخر من تاريخكم ولم نشكك في عروبتكم واسلامكم ولم نقلل من دوركم ؟ فلا يمكن لك سيدي الكريم أن تبكي على اللبن المسكوب ، لقد أحدث إعلامك ورئيس الاتحاد المصري شرخا كبيرا وأنا الآن سيدي أتحدث عن ما هو رسمي ولا أتحدث عن ما يقوم به أطفال المنتديات من مهاترات فهي غير مسؤولة عن كلامها وعن تعليقاتها وعن أفعالها وأعمالها وخزعبلاتها وكل ما تقوم به وإنما المسؤول هو هذا الاعلامي والفنان والمثقف والسياسي ، والمؤرخ ، حدثني عن هؤلاء الذين تحدثوا باسم مصر وشعب مصر ثم زكاهم الشعب المصري ونافح عنهم واعتبر كلامهم هو القاعدة التي تسير عليها مصر ، هذا المصري البسيط الذي يزكي هؤلاء يعدّ شريكا في هذه المأساة ، فلا تطلب منا أن ننسى فلا يمكن ذلك لأن الجرح عميق وعميق جدا .