كان لا بد من الإشارة إلى نقطة يراها العديد من المتتبعين غاية في
الأهمية، بما أنها تتعلق ببعض الأسماء التي كثر الحديث عنها في الآونة
الأخيرة في المنتخب الوطني الجزائري، خاصة إذا تأكد بقاء سعدان مدربا
ل”الخضر”...
فالبعض منها لم يسعفه الحظ في المشاركة في المونديال والبعض الآخر صدر
منها بعض التصريحات التي قيل إنها لم تعجب الناخب الوطني. فالبنسبة إلى
زياية وشاذلي، فقد كانا ضحية إختيارات رآها الكثير من المتتبعين “تعسفية”
وأصدرا من بعدها اللاعبان تصريحات نارية...
إضافة إلى بعض العناصر التي لم يعجبها بقاوءها بعيدا عن المنافسة في
المونديال أو مشاركتها بضع الدقائق فقط، على غرار ڤاواوي (لم يلعب إطلاقا)
وبودبوز اللذين عبرا عن عدم استساغتهما البقاء بعيدا عن التشكيلة الأساسية.
وفي كل هذا، يبقى مصير هؤلاء مرتبطا بما سيتمخّض في الأيام القادمة من
جديد فيما يتعلق بالعارضة الفنية بما أنها ستكون موضوع تساؤل الجميع في حال
ترسيم بقاء سعدان وهو: هل سيكون زياية شاذلي، بودبوز وڤاواوي في قائمة
سعدان السوداء!؟.
مصير زياية سيدعو إلى التساؤل في حال
بقاء سعدان
وكان زياية من بين اللاعبين الذين أثار قرار مقاطعتهم “الخضر” الكثير من
التساؤلات منذ كأس أمم إفريقيا، وإن بقيت الأسباب الكامنة وراء ذلك لا
يعرفها إلاّ هو، إلاّ أن البعض يؤكد من الآن عما إذا كان سعدان في حال
بقائه مدربا ل “الخضر” سينظر بعين الرضا إلى مهاجم نادي الإتحاد السعودي أم
سيقسو عليه ويضعه في قائمة المغضوب عليهم، خاصة بعد التصريحات التي أدلى
بها اللاعب عشية تنقل “الخضر” إلى تربص سويسرا عندما فجّر قنبلة من العيار
الثقيل وأعلن عن مقاطعته المنتخب وعدم استعداده للإستجابة للدعوة وهي
القضية التي إلتزم معها سعدان الهدوء وكأنه يُحضّر شيئا ل زياية في الخفاء.
إسم زياية على كل لسان والكل أصبح
يُطالب به
لكن، من الجهة المقابلة، فإن زياية قد يجد من ورائه دعما منقطع النظير من
الجماهير الجزائرية وحتى من لاعبينا القدامى الكبار، وخير دليل هو مطالبة
العديد من الأنصار بضرورة جلبه إلى المنتخب بعد العجز الفاضح الذي أبداه
لاعبو الخط الأمامي في المباريات الثلاث ل المونديال، خاصة غزّال وجبور،
حيث كان إبن ڤالمة على كل لسان والجميع تساءل عن الوجه الذي كان سيظهر به
في حال منحه فرصا أكثر، ما يعني أن سعدان وفي حال مواصلته المشوار مع
“الخضر” قد يجعله يُغيّر رأيه في الموضوع وهو ما يأمله العديد من متتبعي
المنتخب.
إنضمام شاذلي إلى كايزر سلاوترن قد لا
يشفع له
أما بالنسبة إلى عمري شاذلي، فقد كان قاب قوسين أو أدنى من الإلتحاق
ب”الخضر”، خاصة أن كل المؤشرات كانت توحي بذلك بعد الإصابة التي حرمت مغني
من المشاركة في أكبر محفل كروي في العالم، لكن الرياج جرت بما لا يشتهيه
شاذلي الذي وجد نفسه يُتابع زملاءه من على شاشة التلفزيون، الأمر الذي لم
يكن بوسعه تقبّله وعبر عن ذلك علانية في وسائل الإعلام، ما قد يُكلّفه
غاليا ويصبح في قائمة سعدان السوداء، كما أن إنضمامه إلى أحد أعرق الأندية
الألمانية وهو كايزر سلاوترن قد لا يشفع له إذا أصبح في قائمة المغضوب
عليهم.
بودبوز أصبح” شوشو” الجزائريين في ظرف
قصير
وحتى إن كانت الدقائق المعدودات التي لعبها بودبوز مع “الخضر” لم تبرهن
بحق على كل المواهب التي يختزنها نجم نادي “سوشو” الفرنسي، إلا أن المؤكد
هو أن الجزائريين اكتشفوا لاعبا بإمكانه أن يقدم الكثير في الخط الأمامي،
وخاصة في صناعة اللعب التي نحتاج فيها إلى لاعب يحرّك الهجوم بشكل جيد، حيث
أن أداءه أمام منتخب إنجلترا كان يوحي أن الجزائر كسبت فعلا جوهرة ستضيء
لمواسم عديدة، وأصبح بذلك “شوشو” الجزائريين رقم واحد، إلا أن ما حملته
مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية الأخيرة من مستجدات قد تجعله يجد نفسه
في صعوبات هو في عنى عنها.
تصريحاته قد تجعل سعدان يضعه هدفا
ولم يكن بودبوز يعي حجم التصريحات التي أدلى بها والتي تعبر بصدق على أن
صاحب ال19 ربيعا ليس في سن يسمح له بتقبل القرارات بسهولة (نفى تصريحاته
فيما بعد)، حيث راح ينتقد عدم لعبه دقائق طويلة، بالرغم من إحساسه على أنه
قادر على منح الكثير للخط الأمامي، لكن مثل هذه التصريحات قد لا تمر مرور
الكرام على سعدان الذي قد يضع لاعب “سوشو” الشاب في قائمته السوداء ونصب
عينيه في حال بقائه مدربا ل”الخضر” وهو الطرح الذي يشغل بال العديد من
الجزائريين في الآونة الأخيرة، لكن ضغط الجمهور سيكون في صالح بودبوز.
تأكيد ڤاواوي أنه لم ينته قد يجعله من
المغضوب عليهم
أما بالنسبة إلى الحارس الوناس ڤاواوي، فإنه كان يعي أن المهمة كانت
ستكون شبه مستحيلة بالنسبة له في المونديال في ظل وجود حارسين يتمتعان
بكامل إمكاناتهما وهما مبولحي وشاوشي، حيث حزّ في نفسه عدم اعتماد الطاقم
الفني عليه كثيرا، وجعله يصرح لوسائل الإعلام أنه لم ينته بعد وسيتحيّن
الفرصة ليعود إلى المنتخب الوطني “بلا مزيّة واحد” ولن يعتزل كما يعتقده
البعض، وهو كلام قد يجعل سعدان يشعر أنه قصّر في حق حارس لطالما منحه ثقته
وقد يكون رده هو وضعه في قائمته السوداء، في انتظار البقية ممن عبروا عن
عدم رضاهم من طريقة سعدان في التعامل معهم
.