كان في احدى القرى فتى قاسي القلب غليظ الطباع ظلوما لأمه
وذات يوم بينما هو جالس في المرعى يرقب القطيع أثار اهتمامه
الحمل الصغير (وهو يسرع الى أمه) فيركع الى جانبها فاهتز
لذلك المنظر وقال يخاطب نفسه ما أقساك أيتها النفس اللئيمة !
لقد اغتبرت بصولة الشباب ونسيت سريعا ما كنت عليه في عهد الطفولة
من ضعف واحتياج الى الأم وأخذ يفكر في أمه وهو حزين كئيب ثم قال ¦
في يميني لأكونن من الأن محبا لأمي مجلا لها وماكاد يتم حديثه
حتى أبصر أمه قادمة من بعيد فأسرع اليها ليطلب منها العفو
ولكنها ظنت أنه مسرع ليؤذيها كعادته فأسرعت هاربة . . .
فسقطت في النهر فأسرع اليها لكن الموت كان أسرع . . .
ثم حملها الى منزله ونقش اسم أمه على الخشبة وعلقها
وكان في كل يوم يجلس أمامها ويناجي أمه ويترحم
على روحها ويطلب من الله أن يعفو عما اقترفه
وهكذا استمر طول حياته محروما من الراحة والاستقرار
تحياتي