ألم دفين ... ومنار حزين ... !!!
عبر سكون الليل عند شاطئ الأحزان
أسند التائه ظهره إلى منارة الحياة
تأمل الأمواج المتلاحقة إلى قدميه
ونجوم غائرة في أعالي السماء
مال برأسه إلى منارته الحبيبة
فهي من يبث لها أسراره وآلامه
أغمض عينيه على دموع متجمدة
أطلق صدره زفرات مجنونة: آه .. آه ..
امتدت الأمواج تغسل قدميه بحنان
صرخ قلبه يهذي: ضاع الحب !!!
أطلقت المنارة ثلاث اضاءات ...
ترشد الحيارى التائهين في الظلام ..
ومركب نصف غارق قرب الشاطئ
تتلاعب به الأمواج.. ونسيم عابر
داعب شراعه الممزق إلى أشلاء ..
أفاق التائه من ذهوله.. عاودته آلامه
تساقطت الدموع وانفلت نشيج جنونه
ضمته منارته الى حضنها هامسة :
أين حوريتك؟ هل رحلت الى ديارها؟
هناك الى أعماق بحرها .. حيث موتها.
تمتم بأسى: هي لم تأت حتى ترحل !!!
كان طيفها من يسامرني ويسعدني ...
كان أنسها من يحنو علي ويضمني ..
ضاع الأنس في أعماق بحرها المتلاطم
ورحلت دلافينها الوفية إلى اللاحياة
وأقامت جزيرتها الحداد على فقدها ..
يا ليتني كنت أنا الراحل إلى بحرها..
مشاعري إليها خليط شوق وحنان
كلما أرى طيفها يغوص في قلبي
فتسكت الكلمات وتظهر العبرات
أخاف على قلبها العذري الهائم
ألا يتحمل الصدمات والآهات
فان قلت أحبها هوى فما ظلمتها
وان قلت يا عذابي أنت في قلبي
فلا اقل من أن أبوح بهذه الهمسات