أنا ... و أنت
و ما بيننا يختلف عن الأمراض المزمنة
تحوطنا عيون الرعاع
و تتقاذفنا إلى شتى الأمكنة
حواراتنا إلى غير إكتمال
و عذابنا تعدى حدود الأزمنة ..
أتذكرك فيحتلني الصداع
فأنت اصعب الألغاز المشفرة
ساربــة على الدوام
لكن ، يقيني أنني من يسكنك
و من يجعل افكارك مبعثرة
آه منك ،، و من الصداع
أه .. و أنت يا راحلة في عمقي
تحتلين أوصالي
حــد الوساوس .. حد النخاع
على حافة غريزة أنثى
مسكونة بالغيرة
لا ارتواء لها
شبق ينتظر الإشباع
هالني ذلك الحوار منك
و تلك المحاضر التي أجبرت على توقيعها
و أنا تحت وقع الغثيان
يقتات من بقاياي الغليان
و قعتها تحت سطو الهذيان
أبدا ما ضاع حقي فيك
مـــا .. ضـــــاع
أبدا و أنا " حمى " تعتريك
أبدا يا شبيهة الصداع
أحملك طفلة بداخلي
و أكون في " رحمك" جنينا
و أنت المصطبرة عنـــي
و بدواخلك بعض أحــلام
هربت من الرؤيا في المنام
في " رحمك " أنا يا واجعتي
شاعر ،، و بقايا أوجاع
الغـــد ،، آت لا محالة
و أنا و أنت سنظل دوما
متناظــرين أبدا
متعاقبين كتعاقب خريف و شتاء
موقن أنا يا ملهمتي
يا بقايا أوجــاعي
و داء مفصلي و صـــداعي
موقن أنا حد الرجاء
بأنني حتما سأسافر وحدي
كما تسافر دوما شمس الشتاء
و الكل من حولك سيفرحون
فتبقين أنت وسط الشجون
موقن أنا أن يوما ما سيأتي
فيه أمضي إلى بعيـــد
و أنني لم أكن لديك
سوى آخر مقطع في النشيد
و أنك كل حروفي ، و بيت القصيد
كنت أدرك أن يوما ما سيأتي
فأعددت زادي و كل قصائدي
أه منك و من زمني
و من قهر الظنى فيك
من فاتنة تسككني ،، و تغتالني
بين يديها قلب عنيد
غدا سأغادر مثل طير المساء
فكل فصولي باتت شتاء
لا ربيع عندي .. لا نيسان
لا فراشات .. لا أقحوان
هو الدمع محتبس بعدك
يذكرني بقدوم الفنـــاء
و يمحو بداخلي كل تفاصيل اللقاء
كيف أصطبر ..؟؟
و أنت و القدر ،، ســواء
القلب مفجوع بالحنيـــن
و حبل الحب المدود
تتبعه أنصال السكاكين
من أنت ؟؟ من أنا ؟؟
من فينا المطعون دوما
بسكرات الروح عند الوداع
من غيرك يعرف عني هذي الطباع ؟
أنا يا بعض أوجاعي
هدني أنك دوما ما أكتبه باليراع
آه منك يا كل فصولي
ما أبقيتي بداخلي
غير فواصل و عناء
مكفهرة سمائي
لا سند بعدك ، لا غطـــاء
من لي أنا ..؟؟ بعدك
و من لك يا أنت ؟؟ بعدي
من لنا ..؟ إذا ما غادرتنا أمطار الشتاء
غــدا يا صداعي
و كل ما أحمله من أوزاري و أوجاعي
ستلتحفين الصمت
و يشتعل بداخلك ذلك الكبت
غدا يا مفجوعتي
سيأتيك الخبر اليقين
و ترحلين تماما
كما رحلت أنا دون عناء
غدا ستسألين قصائدي عني
و عنك يا وجعي
و عن سر الليل الطويل
غدا يا فاتنتي
ستحرقك الأشواق و سطو الحنين
على مشارف مراسي الأصيل
و ستأتي الإجابة واضحة
لقد سافر مع المساء
و تركك للهجر و الإنطواء
سيغيب عنك ذلك الدفء
سستعرى أكتافك من بعدي
و تبقين فريسة للصقيع و الشتاء
و الخوف إن طال السفر
الخوف إذا ما جاءك المساء
و أسدل الليل ستائره في غيبة القمر
الخوف إذا ما عاد الربيع دون ثلج و مطر
و يصبح الكون حولك
مكفهـــر ،، مكفهــــر
إذا ما الأشواق عــربدتك
و برغم إنكارك بان و ظهـــر
و كيف يكتب القلم و القدر
على شغاف قلبك
لا حياة بعدي ،، لا مفـــر
الخوف أن تتفحصي كل الوجوه
و لا ترين من " نزار " أي أثر
و الآن يا أيتها "الصداع "
قد جف الحرف و جف اليراع
و أنت تمارسين جبن النساء
و دلال النساء
متبوع بغيرة كل النساء
هذي حروفي تفضحك
و هذا قلبك المتفطر يفضحك
و هذه عباءتي
من على أكتافك سقطت
بعد أن كانت سترا يسترك
أه منك و أه من ظلمك
و أه من كيد الغيرة
و من كيد الظنون
أه .. ما أرحمني عليك
و ألف أه .. ما أظلمك