ملعب 5 جويلية عمره 37 سنة ولم ننجز ما يعوّضه
الجزائر تفتقد للمرافق لاحتضان المنافسات والمقابلات الهامة
الجزائر تفتقد للمرافق لاحتضان المنافسات والمقابلات الهامة
بلغ سن ملعب 5 جويلية منذ الربيع الماضي 37 سنة كاملة، ومع ذلك مازال هو الوجهة الوحيدة ورمز الكرة والرياضة الجزائرية رغم أن إنجازه تم عام 1972 أي قبل الصدمة البترولية التي تزامنت مع ارتفاع أسعار البترول إثر حرب أكتوبر، ولم يكن في زمن إنجاز هذا الصرح العملاق سعر البترول يزيد عن 6 دولارات.. ومرت السنوات وتوالت التظاهرات ومازال الملعب وحده من دون توأم واحد رغم أن آثار الشيخوخة صارت بادية عليه ليس بسبب العمر وإنما بسبب سوء التسيير.
التأهل لمونديال إسبانيا على العشب الاصطناعي
سارت الجزائر منذ إقامتها لأهم الملاعب على سياسة العشب الاصطناعي التي كانت موجودة في دول شرق أوروبا، وبقيت الآن تقريبا وحدها في العالم التي تعتمد هذا البساط بعد أن تعرضت كل الملاعب المعشوشبة طبيعيا للإهمال رغم أن شركات إيطالية وهولندية هي التي سهرت عليها كما هو الشأن في ملاعب 5 جويلية ومعسكر وقسنطينة وعنابة.. ومن المؤسف أن تعلن السلطات المحلية في بجاية وأيضا في وهران عن قرار تحويل أرضية ملعب الوحدة المغاربية وأيضا ملعب الشهيد زبانة الى العشب الاصطناعي بعد أن فشل العشب الطبيعي في هاته الملاعب، ومن المؤسف أكثر أن فرق هاته المدن تتزاحم في قرى تونسية مثل "برج سديرية وعين دراهم" لأجل اللعب والتحضير في العشب الطبيعي لتعود بعد ذلك للاصطناعي في مدنها الكبيرة وتشارك عبره حتى في المنافسات الدولية.
وكانت رحلة التأهل لمونديال إسبانيا قد بدأت من العشب الاصطناعي من ملعب 19 جوان بوهران كما كان يسمى في تلك الفترة.. حيث بدأت حينها أشغال زرع ملعب 5 جويلية بالعشب الطبيعي من مؤسسة سيدي موسى الجزائرية وهو الملعب الذي شهد بعد نهاية الاقصائيات وتأكد تأهل المنتخب الوطني لمونديال إسبانيا إجراء عدة مباريات ودية أهمها ضد "منيروس البرازيلي" و"ريال مدريد" ومنتخبي "إيرلندا الجنوبية والبيرو".. بينما احتضنت وهران اللقاء التصفوي الأول ضد سيراليون "3 مقابل 1" وشهد ملعب 17 جوان بقسنطينة كما كان يسمى في تلك الفترة بقية المقابلات الثلاث التي انتهت لصالح الخضر "2 مقابل 0" أمام السودان و"4 مقابل 0" أمام النيجر و"2 مقابل 1" أمام نيجيريا.. وعندما تأهلت الجزائر للمونديال وعد وزير الشباب والرياضة في ذلك الحين جمال حوحو ببناء ملعب جديد في العاصمة، خاصة أن الجزائر كانت تعيش بحبوحة مالية بعد ارتفاع سعر برميل النفط إلى غاية 40 دولارا بسبب الثورة الخمينية واندلاع حرب الخليج الأولى من دون أن يتغير الوضع، حيث عادت الجزائر للتأهل لكأس العالم 1986، ولكن هذه المرة بلعبها كل المباريات الثلاث على ملعب 5 جويلية ضد أنغولا "3 مقابل 2" وضد زامبيا "2 مقابل 0" وضد تونس "3 مقابل 0".. وأنهت إقصائيات 1990 بملعب قسنطينة الذي تعادلت فيه أمام مصر بنتيجة سلبية، وفي كل مرة يجد المنتخب الوطني ملعب 5 جويلية غير جاهز فيهرب إلى ملاعب صغيرة، كما حدث في إقصائيات مونديال أمريكا 1994، حيث تنقل للعب بملعب بروانة بتلمسان وفي مونديال 1989 بفرنسا، حيث لعب في ملعب 19 ماي بعنابة إلى أن بلغنا الآن ملعب البليدة الذي لا يتوافق صراحة مع أمة كروية مثل الجزائر وبلد هو من أغنى الدول في العالم في الوقت الراهن.
جيراننا يحلمون بتنظيم المونديال ونحن نبحث عن ملعب؟
في الوقت الذي قدمت المغرب في عدة مناسبات ترشحها لاحتضان المونديال وجاءت في المركز الثاني في الدورة الحالية، ولها الآن ملاعب في منتهى الجودة، وفي الوقت الذي تقدمت أيضا مصر لاحتضان المونديال وستحتضن مونديال الأواسط الخريف القادم ولها في العاصمة القاهرة فقط 5 ملاعب كبرى وجيدة، وفي الوقت الذي اقترحت تونس وليبيا المشاركة في تنظيم المونديال بصفة ثنائية كما حدث في مونديال اليابان وكوريا الجنوبية.. تتواجد الجزائر في منآى عن المنافسة بعد أن عجزت لحد الآن عن اكتساب ملعب واحد يشرف ما تطمح إليه كرويا.. وحتى ملعب 5 جويلية لا يمتلك ملحقا للتدريبات كما هو الشأن في ملعب حملاوي الذي كلف العشب الطبيعي المستورد من هولندا 60 مليارا من دون أن يكون للملعب ملاحق للتدريب ولو على عشب طبيعي محلي.. عكس ملعب رادس بتونس الذي يتوفر على أربع أرضيات للتحضير.
وكانت التجربة التونسية مع تحفة ملعب رادس قد حركت بعض الأطراف لأجل إحداث ثورة في المنشآت، ولكن الخيبة التي أحس بها الجزائريون خلال مباراة الجزائر والأورغواي الأخيرة كانت قاسية جدا وحتى كريم جبور مسجل الهدف الوحيد لم يواجهه مدافع في لقطة الهدف وإنما عرقلته أرضية الميدان، وكاد أن يضيع هدف الفوز.. وهكذا عاد منتخبنا إلى ملعب البليدة وتبخر "حلم العائلات" العاصمية في سهرة كروية كانوا يمنون أنفسهم بها في السادس من سبتمبر القادم بمناسبة مباراة الجزائر أمام زامبيا.. وحتى مشاريع ملاعب سطيف وتيزي وزو ووهران وقسنطينة التي تم الإعلان عنها من وزير الداخلية شخصيا بعضها يسير سيرا سلحفاتيا وأخرى لم يضرب فيها فأس واحد مثل ملعب قسنطينة، رغم أن وزير الداخلية أعلن منذ عامين عن قيمة المبلغ المخصص لهذا الملعب الذي مازال مجرد مشروع.